عبدالناصر صالح
الرؤية المحطمة .
الرؤية التي قدمتها قوات الدعم السريع لحل أزمة السودان وإيقاف الحرب تجعلني أتذكر مقولة “العاهرة التي تبحث عن الشرف”. هذه القوات التي تتحدث عن الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات. أو بمعنى آخر، كما قال زعيمهم، النظام الفيدرالي هو الأنسب لحكم السودان في المستقبل. هذه الرؤية المحطمة تتعارض تمامًا مع الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبتها هؤلاء في الخرطوم ودارفور . قبل ،وبعد ،اندلاع حرب 15 أبريل الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع، الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في إقليم دارفور والتي لا يمكن حصرها. ممثلاً في غرب دارفور، الجنينة، تم ارتكاب مجزرة كريندق 1 و2 ومستري وأبو ذر ومجزرة كرينك، ومجزرة كولقي ومجزرة نيرتتي،وطويلة،..
اخيرا ابادة الجماعية والتطهير العرقي التي ارتكبت بحق المواطنين بالجنينة.
وهناك العديد من الجرائم والانتهاكات التي تستهدف المدنيين التي نذكرها. بعد كل هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، يأتون الآن ليتحدثوا عن رؤية السودان في المستقبل. هذه الرؤية المحطمة هي محاولة لإخفاء وتغطية الجرائم والانتهاكات الوحشية التي تعرض لها المواطنون على يديهم. الآن حان الوقت لشعب السودان أن يرفض كل التساوي التي يقدمها مليشيات الدعم السريع. إذاً، إن أظهرت لنا شيئًا، فإنها تظهر لنا أن مليشيات الدعم السريع فاقدة لكل الأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة. لا يمكننا أن نقبل بأن يكون لهؤلاء المجرمين أي دور في تشكيل مستقبل السودان. يجب أن يتم محاسبتهم على جرائمهم وإيقافهم عن القتل والتعذيب والتشريد. السودان بحاجة إلى قوات أمنية حقيقية تحمي حقوق المواطنين وتعمل على إحلال السلام في البلاد. لا يمكن أن يكون الحل في توسيع نفوذ قوات الدعم السريع أو منحهم مزيدًا من السلطة. يجب أن نعمل على تعزيز دور القوات نظامية المحايدة وتوفير بيئة آمنة للجميع. الشعب السوداني يستحق العيش في كرامة وحرية وعدالة، وهذا لن يتحقق ما لم يتم محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات وتحقيق العدالة للضحايا. يجب علينا أن نضمن أن القوات الشعب المسلح تعمل بموجب قوانين الحقوق الدولية وتحترم حقوق الإنسان. من الضروري أن نضع حدًا لثقافة الإفلات من العقاب وأن نضمن أن الجرائم لن تبقى دون عقاب. لا يمكن للسودان أن يتقدم ويتطور بالشكل الذي نطمح إليه إذا استمرت هذه الانتهاكات والفساد والاستبداد. يجب أن نعمل معًا كشعب واحد لوضع حد لهذه الظواهر السلبية وبناء مستقبل أفضل للجميع.
المزيد من الاحداث
الإدمان ما مخدر بس
إليك
نحن بحاجة لبعضنا أحياء لا أموات ..