تقرير:د/ محمد كامل الباز
ساعات تفصلنا عن أكبر وأهم حدث رياضى بكل المقاييس، من الممكن أن يستحوذ دورى أبطال أوروبا على أعلى الإستثمارات والعائدات ويضم أفضل النجوم ولكن يبقى كأس العالم البطولة الأهم فى تصنيف الفيفا، يظل المونديال هو المحك الرئيسى والسجل التاريخى الذى يزين مسيرة أى لاعب، الكثير يرى أن امكانيات بليه كانت أقل من مارودونا وميسى كى يحصل على أفضل لاعب فى تاريخ العالم ونسى هؤلاء ان التقييم جاء عن مساهمة بلية للبرازيل بالفوز بثلاث نسخ من كأس العالم والاحتفاظ بها للأبد، الإنجاز الذى فشل فى تحقيقه أحد، لكن موضوعى اليوم ليس عن مقارنة الاعبين فى المونديال، ليس كلامى بخصوص إنجازات المنتخبات فى مراكز كأس العالم ولكنى اتحدث عن شىء أخر وهام وهو النسخة الحالية فى قطر، تلك البلدة الصغيرة فى المساحة وتعداد السكان والتى ظن الكثير أنها ستفشل فى تلك النسخة خاصة أنها ستكون أول بطولة تطأ أرض عربية، أذهلت قطر الجميع قبل البداية الرسمية للمونديال بشىء هام جداً هو الاعتزاز بالهوية، التقاليد، العادات، بل والتعاليم الدينية، لم نجد من الدوحة نسخة من كاليفورنيا أو باريس، لم نشاهد صورة بالكربون من روما أو ميونخ بل شاهدنا بلد تحافظ على تقاليدها وترفض المساس بمعتقداتها، فى الوقت الذى تنازل الكثير عن الثوابت ليظهر للغرب تمدنه وتحضره، امتلئت الافتات بالتعريف بالدين الإسلامي، وجدنا فى الفنادق معلومات عن الرسول الكريم وإظهار الصورة الحقيقية للإسلام، رفضت السلطات أى مساس بتعاليم الدين كما رفضت قبول المحرمات بداعى الحرية فمنعت أى لافتات لدعم الشواذ ولم تستجيب للضغوط الخارجية، غيرت من المؤذنين واختارت اعذبهم صوت لتضع السماعات فى كل الملاعب تُزين بصوت نداء الحق لدرجة أن أحد المسئولين الرياضين الانجليز أثناء تدريب منتخب انجلترا قال ( أحسن حاجة سمعتها فى حياتى) ،نشرت كتب للتعريف بتاريخ وتراث المسلمين وفضلهم على العالم بأسره، لدرجة جعلت الناس تظن أن قطر طلبت تنظيم كأس العالم لتدخل الناس فى الإسلام، لم تقتصر على هذا فقط كى لايخرج التنويرون والعلمانيون يصدعوا رؤسنا بأنه كان لها أن تستعد للمونديال بالتجهيز المادى لا بأصوات الأذان وخلافه من كلامهم الممل المحفوظ، بل أنشأت أفضل الملاعب وجهزتها بارقى أساليب التقنية، انبهر العالم كله بأسلوب التقديم فى الفنادق ونظافة الطرقات اكتست الدوحة بأفضل الثياب الجديدة الانيقة التى مع حداثتها وأناقتها لم تفقد هويتها وعادتها ….هنيئا لقطر والعرب ذلك التنظيم الذى نتمنى أن يتمه الله على خير ليكون أفضل سفير وأجمل رسالة تصل للغرب عن ثقافة العرب وتراثهم .
المزيد من الاحداث
عباءة ميسي
لهذه الاسباب تم طرد المودل آية آفرو من ملعب المبارة
محمد حمدان دقلو يفتتح ١٠٠٠ نادي مشاهدة في جميع الولايات لكأس العالم