تابع نيوز
نضال من اجل العدالة الاجتماعية الثوري المثقف ، المناضل« التحرري»، هو مصاح المجتمع الذي يبصر به الطريق نحو االتحرر والعدالة الانتقالية والتطور . والنضال ليست ثوبا يرتديه كل من هبً ودبً ، وليست بالقصور الفخمة والسيارة الفارهة ، بل بالفكر المثقف والسلوك القويم الذي يرشده عقل مُشبع بالعلوم والآداب والفنون . والثقافة كما قلنا هي التمكن من العلوم والفنون والآداب . عليه فالمثقف مُهيأ نفسيا وعقليا لبناء مجتمع صالح عادل راقٍ متطور، لانه مُـتنورٌ ومُـتحررٌ من قيود الجهل، ومُـتعافيٌ من أمراضه كالتعصب والانانية والعدوانية ، ولو لم يكن هكذا لما بحث وسهر وتعب شهورا واياما يصقل بعقله وفكره ، يبحث عن الحقيقة هنا وهناك ، يواجه الباطل في معسكر الجهلاء، ليحترق كالشمعة، يضيء بعلمه وثقافته طريق المجتمع . لقد عانى المثقفون عبر التاريخ من شرور الجهلاء والحكام الطغاة الرجعيين المُتعشعشين في دهاليز الجهل والتخلف . واول اولائك المثقفين هم الانبياء والاولياء والثوار الاحرار ، الذين قاوموا الظلم والظلام بعلمهم ومعرفتهم بقوانين الطبيعة والمجتمع والتطور . وقد اثبتت الايام أن من يفهم التاريخ هو المنتصر . ومن يقف ضد منطق الحياة ينتهي الى مزبلة التاريخ . ولا يمكن للإنسان ان يقف ضد الأشرار والسلاطين الطغاة، ويناصر الشعب ويتبنى قضاياه العادلة ، ويطالب بحقوق الانسان حيثما كان، إلا اذا بلغ به الوعي الى مستوى يجعله لا يتحمل الظلم والظلام ، ليس على نفسه فحسب بل حتى على الاخرين ايضا ، فيطلق صرخته بوجه الظلم ويقرع نواقيس اليقظه لينتبه اليه المغفلون ويلقي بافكاره النيرة ليهدي من ضلله الظلام فيتبعه المجتمع ويحاربه الطاغوت واعوانه ، وقد يدفع ثمن هذا الواجب الانساني حياته . وعلى هذا الطريق سار الشرفاء من السابقين والمصلحون والفلاسفة والعلماء والثوار الاحرار وحملوا على عاتقهم مسؤولية التطور وانقاذ الانسان من شرور التخلف . ورغم التضحيات الجسام استطاعوا تحرير المجتمع الانساني من عهود العبودية واسقطوا العروش وشيدوا صروح العدالة وسنوا القوانين . وانتزعوا الحقوق واوصلوا البشرية الى ما هي عليه اليوم من تقدم ورقي . ولولا تلك الجهود وتلك التضحيات الجسام لظل حال البشر كما كان عليه في عهد الرق والعبودية . لكن لازال ثمة ظلم وحقوق مهضومة وهنالك الكثير على المثقف ان يعمله وخاصة في مجتمعاتنا السوداني التي تعاني من بقايا عهود الظلم والتخلف والتفرقة والتعصب والعنصرية . إن جنود الظلم والظلام واعداء الثقافة والعلوم والفنون لان مراجعة الماضي التصححا للحاضر و نما للمستقبل، وهذا دور كل مناضل ومثقف متعلم وغير متعلم. لكن في بلاد الاحزان! هيهات!
المزيد من الاحداث
السودان والضمير الغائب!
٩ طويلة ٠٠ ظاهرة تحولت لعادات وتقاليد
الخيانة الزوجية