كتب/ هديل محمد بخيت
نُغمض أعيُننا ..و نتمنى أن ننسى كل ما مررنا به في حياتنا ..
نتمني لو نضحك و لا نبكي مرةً أخرى ،
لو نفرح دومًا و لا نحزن أبداً ، لو ننسي و لا نتذكر ،
أو نرجع للخلف و لا نتقدم ، ونعود لمن فقدناهم
و لا نتركهم
لو نملك حق الاختيار ؟!… لأخترنا ماأضعناه بأيدينا
لو يرجع بنا الزمن لبقينا صغاراً لا نتمنى أن نكبر يوماً ،
لو يعودوا من رحلوا مرة أخرى لما فارقنا أحضانهم ،
لو نملك حق الرحيل لرحلنا بلا عودة ،
لو يُصبح القلب فارغً لارتاحت أنفسنا ،
لو يخلو العقل من الذكريات لما تهشّمنا ،
لو ترتاحُ أرواحُنا، و يهدأُ داخلنا ،
لو نقوى على الحياة ، أو تحنو علينا قليلاً.
عِشنا ما لا نريد ..ونِلنا ما لا نستحق
ونقضي أعمارنا نسأل : أكنا نستحق كل هذا الألم لنتعلم …
أم أنّنا أفرطنا في أحلامنا ونسينا أننا في واقع يغتال الحلم …
عشنا حياتنا بالصبر والتحمل ، وحين أخبرونا بأن نغادر ما يؤذينا وجدنا الأذى صار في قلوبنا …
لسنا ضعفاء ولم يصيبنا الإحباط بعد ، لكننا وصلنا لمرحلة نفذت طاقتنا وانتهى رصيد الامنيات في قلوبنا ولا نعلم ماذا ينتظرنا بعد….
فلتقف لنا الحياة إحتراماً ..
نحن الذين غضضنا بصرنا حين كسرتنا الظروف
نحن الذين ابتسمنا في وجه من خذلنا وقال فينا ما ليس فينا .
نحن الذين تنهدنا بصمت حين كان كل شيء يدعونا للصراخ .
نحن الذين لم يحالفنا الحظ يوماً ولكن مضينا قدماً في مواصله أحلامنا رغم إنهيارها كل مرة .
نحن الذين بعد كل نهوض نسقط ونشد أزرنا بأنفسنا وننهض مرة أخرى وكأننا نتحدى الحياة والظروف والخسارات والوجع واليأس
نحن الذين تجاهلنا تلك الكلمات القاسية التى حاولت إحباطنا وخبأناها في قلوبنا مع بقية الأشياء العتيقة التى حفرت لها نفقاً خاصاً في زاويه من ذاكرتنا
نحن الذين لم ينظر أحداً في أعيننا ليعرف كم حرباً فيها وكم دمار ، نحن الذين ضحكنا حين كان البكاء واجباً ..
ولازلنا نحارب تلك الظروف .
لا تؤجلوا الشُّكر ، الاِمتنان، الإعتذار، الإعتراف الرسَائل،اللِّقاءات، الكَلمات الطَيبة،
لا تؤجلوا أشياء جَميلة قادرة على تَرتيب فوضى القلوب، وتَرميم خُدوش الروح،
لربما يَحيا إسمك في ذاكرة أحدهم
لمجرد كَلمة طيبة ألقيتها عليه،
فَلا تترددوا، إغتنموا الفُرص
واخلقوا سعادات جديدة
فَلا أحد مِنا يضمن أن يَعيش طويلًا.
سننجو من تجاربنا الفاشلة من خياراتنا السيئة من أخطاءٍ سرقت منَّا نصف أعمارنا والكثير من سعادتنا ، فقط حينَ نُعيد ترتيب أفكارنا ، وتنسيق أمنياتنا ، ولملمة ما تبعثر من حياتنا ، كي لا نموت بجرعة مفرطةٍ من الفشلِ الدائم ، والندم المستمر ، والحسرة الأبدية. فحين يَهبنا الله فُرصًه أخرى للنجاة من فقدان ذاتِنا ، علينا الإعتياد على تقبّل الخسارة ، لا على الرضوخ لها ، فأغلب السعادة تأتي من التعوّد على صدمات الحياة ، وتخفيف حدّتها ، والنظر إليها من زاوية أخرى غير تلك التي ألفناها ، واعتدنا عليها ..
المزيد من الاحداث
اتكاءة
السودان والضمير الغائب!
شهد