عن كثب

سيدة عوض

رسائل

و حين حدّق فيه الجميع بغرابة لم يكن يدري..

أن عينيه قد فقأتها الزكريات و تسللت منها بعض أوجاعه ..

و أن ذلك المنديل قد مده له رمش أحدهم مواسياً لا شامتاً ..

و حين تحدث اليه الملأ بصوت خافت و ظنهم يثرثرون لم يكن يعلم أن المسافة بينه و بينهم أقصر من أن تمتد إليها أصوات الصراخ ..

و أن ذلك الشسع ما هو إلا وهمٌ سراب ..

و عندما مد سلماً ليصعد من هاويته بعد أن خُيّل له أن جمعهم قد إنفض من حوله

لم يكن يعرف أن الأيادي التي مدت إليه صنعت ذلك السلم لينجو لا ليسقط ..

أحياناً نخطئ حين نظن أن العالم جميعه يقف ضدنا ..

و لو أننا نظرنا عن كثب لوجدنا أننا أحياناً كُثر نكون نحن أعداء أنفسنا ..

إما تعجرفاً أو تكبراً ..