هنيئاً لمن سمع قبل صياح الديك ..

محمد خضر علي

السيف البتار

إنك بحاجة لأن تعرف أن لكل شيئًا عظيماً ثمناً كبيراٍ ،وبحاجة لأن تدرك أن لا شيء يأتي كما تتمنى أنت ،وأن ردة فعل نقش الجدران قد لا تكون لحظية ،وكذلك ردة فعل كل شيء أحياناً. إن خرجت إلى الشوارع ثم هتفت عالياً أن لا عسكرية ولا شمولية ستحكم هذه البلاد ولن يعود ذاك العهد القديم ، ستجد معارضين كثر ،يحلمون بالقديم الذي جعلته أنت ماضياً مشؤماً ! ستتعجب بالطبع وستسأل نفسك من أين جاء هؤلاء وإلى أي عصرٍ ينتمون !؟ من ذا الذي يطالب بأن يكبل في عهد الحداثة والديمقراطية واللارأي ! من ذا الذي يريد لنفسه بأن تكون حكراً لأشخاص ! من ذا الذي يسمع بأمريكا دولة المؤسسات ولا يريد أن تصبح دولته مثلها ! هذا التعجب وكل تلك الاستفهامات مناطها العبودية بطريقةٍ غير مباشرة ،إذ لا أحد يتمنى أن يكون بكل ما ذكر !! على كل حال …هذه هي الشوارع قالت كلمتها ،وهاهم الشباب يقابلون وابل الرصاص دون واقياً منه ،وهؤلاء العساكر بقناصيهم يقتلون دون أن يرف لهم جفناً بطريقةٍ مباشرة وغير مباشرة ،وعداد الموتى والجرحى في تزايدٍ مستمر ! من يسمع لصوت الشارع الأن لا يندم غداً ،والحرية لا تطلب بل تنال على شرف ،فهنيئًا لمن سمع قبل صياح الديك ،وهنيئًا لمن صلى الفجر في جماعة .