fbpx
3 يونيو، 2023

تابع نيوز – tapeanews

بوصلتك للحدث

اسمي يميزني

#تابع_نيوز .. هديل محمد بخيت تكتب/ اسمي يميزني

هديل محمد بخيت

اسمي هديل اسمي يمثلني ويشبهني فانا أحمل صفات إسمي كلها، إسمي يعني صوت الحمام ،عندما احست بي امي داخل رحمها اتحرك وكأني ارفرف اجنحتي كالحمام قالت هي هديل وكانت تعلم في صميمها اني أنثى وصدق احساسها فيوم ميلادي كان يختلف عن جميع الصغار اتيت الي هذه البسيطة داخل غشاء يحيط بي وكانه قفص يحد من حريتي لكي ارفرف بأجنحتي كمل كانت تظن امي. اخرجوني منه فصرخة بصوت يشبه صوت الحمام لم يكن صراخ طفلة عاديه. ورفرفت بأطرافي وكأني ارغب في التحليق وحدقت بمقلتاي الواسعتين السوداويتين عالياً لم انظر الي وجه امي ولا أي وجه اخر كانت نظراتي معلقة بالسقف وكأنني اطلب منهم النظر نحو الأفق البعيدة الا انهم لم يفهموني فظنوا ان بكائي فرحة بالحياة ولم يكن بكائي فرحاً فقد كان حزن منذ صرخة الميلاد. اخرجوني من عالم لي وحدي لا احد يشاركني فيه لعالم اخر فيه الكثير من الوجوه يلتفون حولي ويحدقون في ولا ادري اهم حيارى ام مستغربون لأمري .. وبجهد جهيد حاولت ان احدق في كل فردآ منهم فربما احفظ ملامحهم وربما لا اراهم فانا لا اعرف اكنت عمياء ام مبصرة لأني لم اشاهد أي وجه غير وجه امي ،فجميع الوجوه كانت ضبابيه غير واضحة المعالم الا وجه امي بابتسامة راضيه مليئة بالحب تلقفتني بشوق بين زراعيها واحاطت بي بحنان وعطف حينها احسست بان عالمي كله يدور حولها هي موطني وملجئ واماني هي عالمي بأكمله هي فرحتي بادلتها النظرة بنظرة حب وحاولت ان ارد ابتسامتها الا انني لم اعرف كيف افعلها فقط خرجت مني إيماءات تشبه البكاء وشعرت بشيء لم اعرفه عرفته امي واحست بي وقالت دعوني اطعم صغيرتي حمامتي هديل فأطعمتني بحليبها وهي تردد هذه الجميلة سيكون اسمها هديل. شعرت بفرحة ولم اعرف كيف اعبر عنها بداخلي أقول لها شكراً امي اسمي جميل ويشبهني وتخرج الكلمات مني حركات واشارات غير مفهومه ولكن امي تفهمها رغم ذلك. تناجيني اعجبك اسمك ؟ بإشارات وهمهمات ارد اعجبني امي تفهمني تفهم سر استعجالي للتحليق تفهم سر رفرفتي وتقول ستحلق هذه الانثى يومآ ما بعيداً لتملئ الكون بعبير كلماتها وضحكتها وصوتها ابنتي هديل ستكون انثى لا تشبهها أي انثى. كلام امي كان يخيفني ويفرحني ويذيدني قوة وإصرار علي التعلم من كل شيء حولي. كانت جدتي والدة ابي تصر علي ان اسمى (ام قماش) لأني ولدت وانا داخل غشاء اسمت ذاك الغشاء قماش واسمتني ام قماش . وجدتي والدة امي اسمتني (قدل) لأني عندما تعلمت المشي كنت امشي مثل حمام الزينة الذي يتبختر في مشيته فكانت تقول اني أقدل في سيري فأسمتني قدل.. وابي كان يشتاق لوجود صبى يسانده ويساعده في حياته ولكني كنت انثى تقبل الامر بحب واحبني كثير واسماني (الكارب) لأني منذ صغري اتعامل مع كل من حوالي بجد وحزم واكون حاضرة عند المواقف واعتمد علي نفسي في كل الأشياء التي تخصني فأسماني الكارب.. وجدي والد ابي كان يراني درة فريده ليس لها مثيل يقول اني جوهرة سمينه يجب ان يحافظ عليها فكان يسميني(صنقر فوت) أي بمعني من شدة غلاوتي لا احد يستطيع ان ينالني فقط جميعهم يحضرون ويجلسون حتي يتعبون ومن ثم يذهبون دون فائده. جدي والد امي يناديني (هدلو) وهو تصغير لهديل وتدليل لاسمي. عندما كبرت وبدأت اتعلم القراءة والكتابة بدأت اخط حروفي علي اوراق دفاتري وادون يومياتي وذكرياتي واحفظها. ورغم ركاكة الكلمات الا انها كانت تعجب معلمتي رحمها الله مكة عيسي جمر .كانت تعطيني عنوان موضوع وتطلب مني ان اكتب عنه وعندما اكتب كانت تكافئني بدرجة عالية او بتقدير ممتاز واحياناً بقطعة حلوى (دروبس) التي ما زلت اعشقها جعلتني ما انا عليه اليوم رحمها الله. جميع من حولي اطلقوا علي الكثير من الأسماء ولكن ذاك الاسم الذي تفتحت عليه مقلتاي ورضعته حناناً وحبآ واحسست به في ضمة أمي نحو صدرها برفق هو من يميزني وهو الذي يسحرني. اسمتني امي هديل وكنت انا هديل الحمام.