محمد خضر علي
السيف البتار
عندما أجالس أهلي ” الكبار ” تنهال علي كثيراً من الشتائم بسبب ذهاب حكم البشير ؛ ولأن أهلي هم الكبار لم تكُن شتائمهم صغيرة ،وجلها يكمن في كون غلاء المعيشة والأسعار وعدم الأمن !
ولن أستخف بهذه الأشياء لأنها أساسيات حياة المرء التي بموجبها يجب أن يعيش ليكون ؛ولكن كيف يعيش المرء فقط ليأكل أو يشرب ثم ينام !
هذه هي فلسفة حديثي مع أهلي الذين يكرهون الفلسفة والفزلكة !
تزداد الشتائم ،وترتفع نبرة الصوت ،ويعم المجلس كثيراً من الشعور بأن ثمة غريبِ بينهم !
وكما أسلفت أن أهلي الكبار عمراً ولم أقل فكراً ،ومعاذ الله أن يقال للكبير أنك لست فاهماً ولكن لتقريب وجهات النظر عليك أن تخاطب عقلاً لا واعياً لتزرع فيه فكرة أنه وعِي .
الغريب ..بل الغريب جداً أهلي هؤلاء لم يكونوا أهلي أنا فقط بل “أهلنا ” …إذ لا يخلو بيتاً من كبار المحبين للعساكر ،ولن نرمي عليهم اللوم لأن أغلبيتهم لم يعملوا للديمقراطية او لم يتذوقوا طعم دولة المؤسسات ،والفرق بين الكبار والصغار هنا ،أن الصغار مازالوا في الشوارع التي لا تخون ليجعلوا من المستحيل ممكناً ؛ والكبار إن كان بمقدورهم لجعلوا من الدكتاتورية ممكناً !
لماذا ..!
لأن لا يعمل للقضية إلا من كان مؤمناً بها ،والصغار مؤمنون ببناء سودانِ غير الذي كان ،وقدموا في سبيل ذلك إخوتهم شهداء وجرحى ،وإغلاقٍ لجامعاتهم ،وتوقف الحياة سنوات مع علمهم بالمستقبل المجهول ، والكثير من المواجع والاشتباكات بالسلمية التي عرفها العالم عن معلم الشعوب ” السودان ” !! .
ولأن أهلنا لا يعلمون مازالوا يشتمون ! .
المزيد من الاحداث
السودان والضمير الغائب!
مزاج القلم
٩ طويلة ٠٠ ظاهرة تحولت لعادات وتقاليد