صوت الحق
الصديق النعيم موسى
طالعت في صحيفة الوطن عدد الأحد الماضي تقرير عن أعداد اللاجئين في السودان حيث ذكر صاحب التقرير أنَّ ( 10 ) ملايين لاجئ في البلاد ويبدو أنَّ صاحب التقرير لا يعرف الفرق بين اللاجئ والأجنبي ! ليس هو فحسب بل هناك الكثير لا يُفرّقون بين الأجنبي واللاجئ وهم ينتمون للشرطة مع العِلم أنَّ مُعتمدية اللاجئين هي إحدى إدارات وزارة الداخلية . وقبل الدخول في تفاصيل المقال نتطرق لكلمة لاجئ حيث تُعرِّف المادة الأولى من اتفاقية 1951 للاجئين بوضوح من هو اللاجئ. إنه شخص يوجد خارج بلد جنسيته أو بلد إقامته المعتادة ، بسبب خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد بسبب العنصر، أو الدين، أو القومية، أو الانتماء إلى طائفة اجتماعية معينة، أو إلى رأي سياسي، ولا يستطيع بسبب ذلك الخوف أو لا يريد أن يستظل / تستظل بحماية ذلك البلد أو العودة إليه خشية التعرض للاضطهاد. أتمنى من قيادة وزارة الداخلية أن تُفعّل ندوات تعريفية بمشاركة معتمدية اللاجئين وإدارة شئون الأجانب من أجل معرفة الفرق بين اللاجئ والأجنبي ، لقد علمت أنَّ هناك مجموعة كبيرة من ضباط الشُرطة يخلطون بين اللاجئ والأجنبي كما أسلفت ، فبسبب عدم العلم قد تقع أخطاء قانونية للاجئ بأن يُعامل تعامل الأجنبي . وحتى يستبين الأمر أكثر نُعرّف الأجنبي : وهو الذي يدخل البلاد بالطرق الرسمية بهدف العمل أو لزيارة أو السياحة محدودة الزمن بإقامة رسمية من الدولة . لنعود إلى حديث تقرير صحيفة الوطن الذي قال أنَّ البلاد تحتضن 10 ملايين من اللاجئين بهم 3 مليون لاجئ من دولة جنوب السودان و 3 مليون لاجئ من إثيوبيا ، لا أدري من أين جاء الصحفي بهذه المعلومات المغلوطة والغير صحيحة فأرقام اللاجئين في السودان حسب إحصائية مُتمدية اللاجئين لا تتعدى مليون وثلاثمائة ألف لاجئ هم المُسجلين لدي جهة الاختصاص . كثير من الصحفيين يُخطئون في أعداد اللاجئين لجهلهم التام بهذا الأمر ولخلطهم بين اللاجئين والأجانب وهذا الأمر تحدثت فيه أكثر من مرة ولقد وضّحت إدارة شئون الأجانب بالشُرطة للأرقام وبلغت ثمانية ملايين يقيمون في السودان بما فيهم اللاجئين والنسبة الكبيرة للأجانب . وهي رسالة لكل من أراد أن يعلم بالأرقام الحقيقية الخاصة باللاجئين أن يأخذها من معتمدية اللاجئين ، مع العلم الأرقام المُسجلة حالياً لدي معتمدية اللاجئين و ما بين وجودهم على أرض الواقع قد يكون هناك فرقاً كبيراً . وجود اللاجئين والأجانب معاً في البلاد بطريقة غير رسمية يؤثر على الأمن القومي السوداني قضية الوجود الأجنبي بالخرطوم أمر خطير جداً يحتاج لوقفة كبيرة ليس من قبل وزارة الداخلية وحدها بل على مستوى رئاسة الوزراء والمجلس السيادي وفي ذلك نقترح عليهم أن تُخصص ميزانيات لتبدأ حملة كُبرى لحصرهم وإن دعا الأمر إلى فتح تجنيد لقوات إضافية لهذا الأمر الكبير . قبل شهر تقريباً كنت برفقة الصديق العزيز أبو القاسم أحمد أبو القاسم بالقرب من مطعم الشايقي بمنطقة شرق الخرطوم سألت إحدى بائعات الشاي عن جنسيتها ومتى دخلت السودان قالت لي : ما عارفه وذهبت مُسرعة إلى عملها . الأجانب بالخرطوم والمهدد الأمني خاصة الغير مسجلين لدى السُلطات الرسمية يُعتبر كارثة أمنية كُبرى وعبر هذه الزاوية كتبت أكثر من ثلاث مقالات للإسراع في تسجيل اللاجئين والأجانب . من أمِن العِقاب أساء الأدب وهذه الجملة انطبقت على كثير من الأجانب واللاجئين بالسودان على وزارة الداخلية أن تُكثِّف جهودها في أسرع وقت لا تتهانوا في هذه المِلفات حتى لا تتكرر علينا المآسي وحينها لا ينفع الندم . إلى كل صاحب عقار لا تفتح منزلك إلاّ بعد أن تتأكد من هوية الأجنبي وفترة إقامته فصمتك عن ذلك يضُر بالأمن القومي السوداني اللهم بلّغت ،،، اللهم فأشهد ،،،
المزيد من الاحداث
اتكاءة
السودان والضمير الغائب!
شهد