شكراً الفريق أول عز الدين الشيخ !!

صوت الجق

الصديق النعيم موسى

منذ استلام الفريق أول شرطة عز الدين الشيخ مهامه خلفاً لوزير الداخلية الأسبق الطريفي دفع الله ، سمعنا عنه كل خير وبما أنَّ مُعتمدية اللاجئين تتبع لوزارة الداخلية سيكون الوزير عز الدين المسؤول عن مِلف اللاجئين وطِوال فترته بالوزارة ظلَّ صدره واسعاً لكل الكتابات التي وجهتها له بأكثر من تسع مقالات تحمّل فيها النقد البنّاء بصدره الواسع فلم يتضجر أو ( يأمر قواته باعتقالي ) والحق أقول كل ما كتبته عبر عمودي استجاب له الوزير خاصةً القضايا المُشتركة مع المفوضية و وقف سداً منيعاً لمُناهضة الاندماج الذي تعهد به سلفه الطريفي والذي تسير فيه الدولة حالياً بعد الكارثة التي قام بها وفد السودان في جنيف للعام 2019 . وسبحان الله ، في إحدى مقالاتي التي كانت بعنوان : ( سيطرت المنظمات على عمل اللاجئين اتحرك يا وزير الداخلية ) هاتفني وراسلني الكثيرون من الإخوة مؤيدين للطرق في هذا الوتر الحساس وآخرين يُعاتبونني لأنني تحدثت بلغة حادة مع الوزير وتعجبت من أحد المُنتقدين لي بقوله ( أنا لو في مكان الوزير ما بخليك ) وبرغم اختلاف الآراء إلاّ أنه لا يصح إلاّ الصحيح . منذ تولي الوزير لمهامه سجّل زيارة لمعتمدية اللاجئين في خواتيم فبراير من العام الجاري وتكررت زياراته لرئاسة المعتمدية ومكتب مساعد المعتمد الخرطوم بالصحافة وزيارة مكتب مساعد المعتمد للولايات الشرقية بكسلا ، لقد شاهدت تحركات الوزير المتكررة في إيقاف تمدد مفوضية الأمم المتحدة وسعيه المتواصل لإعادة العمل إلى المعتمدية الجهة الحكومية ، تحرك بصورة مباشرة لجلب الدعم من المانحين وأكثر ما أعجبني وقوفه بكل صرامة تجاه الاندماج الذي ترفضه الدولة والاندماج هي ( سياسة خبيثة ) تسعى فيه المفوضية وللأسف وجدت وزير الداخلية الطريفي بعيد كل البُعد لذلك أدخل البلاد في نفق مُظلمٍ يصعب الخروج منه . لقد سجلت مواقف للوطن في زيادة الدعم للاجئين وعدم تذويب اللاجئين في المجتمع المُستضيف شاهدت ذلك بنفسي . وبما أنني درست ملف اللاجئين من كل النواحي وأعلم مخاطرة على البلاد كنت أكتب ما يجيش بخاطري إحقاقاً للحق ففي عهد الطريفي كتبت كثيراً ولكنه لم يُحرك ساكنا لأنه لا يدري بهذا المِلف ولم يُسجّل زيارة لمعتمدية اللاجئين التي تتبع له وغير الطريفي هذا كثيرون لا يفهمون الملفات التي يشرفون عليها فأضاعوا البلاد والعباد ، وكما أسلفت عندما جاء الفريق أول عز الدين الشيخ رأيت بوادر تلوح في الأُفق بتفقده المتواصل وإصراره على معرفة ما يدور في إداراته المختلفة ، لقد انتقدت الوزير عزالدين الشيخ في أكثر من موضع فسمع لنا بكل طيب خاطر وتحرك فعلياً على أرض الواقع باجتماعاته المتواصلة مع معتمد اللاجئين المُكلف آنذاك وممثل مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وتحدثه بكل شفافية عن تقديم يد العون للاجئين والمجتمع المُستضيف . معلومة قد تكون غائبة على الكثير من السودانيين قوات الشرطة تتبع إلى مدير عام بوات الشرطة وليس لوزير الداخلية فالوزير يشرف على عدد من الإدارات ، معتمدية اللاجئين وجامعة الرباط وإدارات أُخر . لقد شاهدت بعض الكثير مِن مَن يشن الهجوم على وزير الداخلية وهو لا يعلم أنه قيادة الشرطة تقع على عاتق مدير عم الشُرطة فقط . شكراً الفريق أول عزالدين الشيخ على سعة صدرك طول فترة عملك ،، شكراً على اهتمامك المبشر والمتواصل بملف معتمدية اللاجئين ،، شكراً على اجتهادك وجلوسك مع المانحين لتقديم الدعم ،، شكراً على تفهمك لمخاطر البرنامج العالمي ،، شكراً وأنت تصدح لا للاندماج في زمنٍ أصبح الخوف يُسيطر على الكثير الكثير من الوزراء والمسؤولين ،، شكراً لك وأنت تُسجّل موقفاً للتأريخ قُبيل الانقلاب ،، شتان ما بين مَن يتعهدون للمجتمع الدولي لإدماج اللاجئين وما بين مَن يقاومونه ،، البلاد فقدت وزير الداخلية في أهمّ القضايا التي تُمثِّل تحدياً أمنياً بحتاً ،، شكراً الفريق أول شرطة عزالدين الشيخ وفقك الله في حياتك وصدقاً وقولاً فقدتك البلاد في مِلف اللاجئين .