شرق السودان قنبلة موقوته !!

صوت الحق

الصديق النعيم موسى

لأجل من تتصارع فئة من شرق السودان ، ولا أقول أهل شرق السودان لأنَّ أهل الشرق بُراء مما يفعله السياسيين وإلاّ فليخبرونا هل شرق السودان حِكراً على نظارات البجا والمجلس الأعلى للإدارة الأهلية بشرق السودان ؟ أخبرونا لماذا هذا الضجيج وما زلتم تُكابرون والآن الإقليم يدخل في مرحلة حرجة غير وأكاد أجزم أننا في المرحلة الكامنة ( ونسأل الله اللُطف ) منذ بداية مفاوضات جوبا كتبت عن طريقة التفاوض التي أقصت العديد من المكونات وهنا أعيب على الحكومة ضعفها في إتفاق جوبا وبكل أسف سارت بنهج غريب وعجيب فأصبحت القبلية تطغى على المصالح العُليا للدولة ، حكومة لا تستطيع فرض هيبتها في ولايات السودان ها هو غربنا الحبيب ينزف وحاكم إقليم دارفور لا يُحرّك ساكناً فلو لا الضغط الإعلامي لما غادر إلى إقليمه . اماء التي تُسيل تؤكّد التراخي الأمني الكبير وهو مسؤولية قواتنا النظامية وحدها . لنعود إلى إتفاقية سلام جوبا ومسار الشرق الذي أصبح حديث الساعة الآن ما بين الرافضين بقيادة الناظر تِرك وما بين المؤيدين بزعامة المجلس الأعلى للإدارات الأهلية فتكليف نائب رئيس مجلس السيادة لملف الشرق في ظل التصريحات المُتبادلة ما بين الرافضين والمؤيدين سيصعّب من مهمته و في ظل خطاب الكراهية المُستشري يمكن أن نتوقع الأسوأ . لديّ تحفظات على الإتفاق من أصله فهو مُعيب وغير مرضٍ وبه تجاوزات كثيرة وكأن دارفور وحدها تُعاني من التهميش ، إتفاق جوبا أطّر للظلم ليس لشرق السودان وحده ولكن لإقليم كردفان والشمال والوسط جميعهم تعرضوا للظلم من قبل الحكومة ولقد ذكرت ذات يومٍ في سمنار بجامعة الخرطوم ( كورس الاثنية في العلاقات الدولية ) وحينها كانت مفاوضات جوبا في بداياتها وذكرت أنَّ مسار الشرق لن يُرضي الأطراف الموجودة على أرض الواقع حيث لم يُراعي إلى التوزيع العادل وبرغم قناعاتي الكاملة بهذا الأمر إلاّ أنَّ الذي يحدث الآن من التهديد بإقلاق الميناء مرة أُخرى كما حدث من قبل فهو أمر غير مقبول وإنني أتفق في بعض القضايا التي تحدثت فيها نظارات البجا ولكني لا أدعم التضييق على الشعب في قوته بإغلاق الميناء الوحيد برغم أنَّ الإقليم يُعاني من التهميش الكبير الذي تعرض له . أما حديث أحد قادة مسارات شرق السودان بإنَّ الدم سيسيل إذا أُلغي المسار فهذا أمر مرفوض وخطاب كراهية قد يؤجج الصراع أكثر مما كان عليه . فأقول لهم جميعاً الداعمين والرافضين إقليم شرق السودان عُرف بالتعايش السلمي طوال قرون عديدة فتصاهرت القبائل وعاشت حياتها بلا قتلٍ أو سلبٍ أو نهب إلى أن جاءت الفتنة ولعن الله الفتنة التي أرّقت المجتمع المُتسامح . وأقول لكم الحكومة هي سبب ذلك الحكومة من فاوضت في جوبا والحكومة من وقعت السلام والحكومة من علّقت المسار والحكومة وعدت بحل الإختلافات والحكومة من صمتت عن ذلك والحكومة من جاءت بالمسار والآن هي أمام خيارين كلاهما أمر فإذا أُلغي المسار سيثور الموقعين ويجمعون أهليهم وإذا سارت فيه سيظل المعارضون يُضيّقون الخناق على الشعب بأكمله ، فهل تستطيع لجنة حميدتي أن تحل هذه القضية الشائكة بالرغم وهي من وقّع عليها في جوبا ؟ وهل يقبل الذين جلسوا مع حميدتي في جوبا أن يتوافقوا على حل ودي في ظل المشاحنات المُستمرة ؟ أم سيقبل الناظر ترك بما يطرحه حميدتي قبل إنتهاء المُهلة المحددة للإغلاق الثاني للميناء ؟ سأقولها للمرة الثالثة وما زلت أكررها : ما لم نقبل ببعضنا البعض لن نتقدم خطوة واحدة ، ما لم يتقبل الداعمين والرافضين للمسار ببعض سينفجر الشرق وأتمنى أن يعي الجميع ما أقول فألقبلية بكل أسف أصبحت تُمثّل خطراً على الدولة السودانية بأكملها . حل مشكلة الشرق سهل جداً إذا أرادوا هم ذلك وأقترح إقامة منبر تفاوضي يضم جميع الفُرقاء فقط تتصافى النفوس ، أما سياسة ( ركوب الراس ) فلن تجلب لنا إلاّ الدمار والخراب فيجب أن نعترف الحكومة لا تملك هيبة الدولة فأصبح تهديد الأمن القومي أمر سهل جداً . رسالة للناظر سيد محمد الأمين تِرك أعلم تماماً بالظلم الذي وقع على الإقليم فإنني دعوت للحكم الذاتي قبل سنوات طويلة بسبب الظلم نفسه الذي يُعانيه إقليمنا ، كل الماكل لها حلول ويجب أن نُحكِّم صوت العقل حتى لا يحدث ما لا يُحمد عُقياه ، ورسالتي الثانية لدعمي المسار لكم حقوق مشروعة وتذوقتم الظلم الذي فرضه المركز على الإقليم منذ الإستقلال حتى الآن فلماذا إذاً لا نتوافق على شئ يضمنا جميعنا . إذا كان داعمي ورافضي المسار تهمهم مصلحة الشرق وشعبه فيجب أن يتنازلوا من أجل الوصول إلى نقطة توافقية مُرضية للشعب ، أما إذا أردتم الخوض في الذي تسيرون فيه الآن فلن تجنوا سوى الخزي والدمار .

ونواصل إن شاء الله .