صوت الحق الصديق
كتب/الصديق النعيم موسى
قبل أيام إستمعت إلى الدكتورة مريم الصادق في قناة الجزيرة مباشر فكان المذيع يسألها عن مُشاركة حزبها وعدم إجابتها بصورة واضحة تُجاه الإتفاق المبرم بين البرهان – حمدوك وكأنها لا تعلم شئ ولكن الأيام أثبتت عكس ذلك . وعلى الإتجاه الآخر يتحدث السيد رئيس حزب الأمة برمة ناصر قائلاً : “وساطتى بين البرهان وحمدوك تمت بتفويض من حزب الأمة ومريم الصادق موافقة عليها”ويواصل برمه ناصر قوله : هندسنا اتفاق البرهان حمدوك مع آخرين ويجب قبوله حقناً للدماء . وقال رئيس حزب الأمة لصحيفة اليوم التالي : أنَّ تحركاته في الوساطة حتى توقيع الإعلان السياسي تمت بتفويض من مؤسسات الحزب . مواصلاً ” كُنت أمثِّل حزب الأمة القومي في هذه الوساطة ، نحن مجرد ما حصل الانقلاب أصدرنا بياناً، إجتمعنا كقيادات للحزب في المجلس التنسيقي وناقشنا كيفية التصدي للانقلاب” وأوضح أنه تم تكوين لجنة لدراسة الأمر وإعداد رؤية للتحرك وفقاً لوسائل علمية أعدت لها الدراسة بالفعل. وقال “نحن إجتمعنا وتحركنا وفق رؤية وكونا لجنة سُداسية على أساس أنّ مجموعة منا تتحرك مع العسكريين ومجموعة تتحرك مع المدنيين السياسيين، وأنا تحركت مع القوى السياسية، و كنا كلنا نتحرك هنا وهنا وكونا لجنة للاتصالات” و أكد برمة موافقة نائب رئيس الحزب مريم الصادق المهدي على ما تم في الإعلان السياسي، وقال “مريم لم تكن رافضه الإعلان السياسي، لكن أريد أن أقول لكم، هناك أشخاص كثيرة عندها وجهة نظر مختلفة في الحزب، وحرية الرأي مكفولة للجميع حتى للشباب، لكن الرأي النهائي هو رأي المؤسسة. وأقر برمة بخطأ مجموعة الإعلان السياسي بشأن عدم تنويرها أحزاب قوى الحرية والتغيير بالإعلان السياسي، خاصة أن ما تضمنه الإعلان يمثل مطالبها. وأعرب رئيس حزب الأمة المكلف عدم إنزعاجه من أصوات شباب الحزب المُطالبة باقالته، وقال “نحن حزب ديمقراطي، أية شخص فيه يعبر عن آرائه، وأنا شخصياً غير منزعج لآراء شباب الحزب، هذا حماس الشباب وهذه هى الممارسة الديمقراطية”. بعد حديث رئيس حزب الأمة القومي نستفسر من الدكتورة مريم لماذا إذاً عدم الإعتراف بأنكِ تُساندين هذا الإتفاق ( سبحان الله الزول البسمعك في الجزيرة يقول حاشاك ما سمعتي بيها ) ولماذا تُكابرين رغم علمك التام بها منذ الفترة الأولى ؟ يعيش حزب الأمة بعد 25 أكتوبر ضبابية كبيرة بدليل ما يحدث فيه الآن ما بين مؤيّد ومُعارض وآخرين لم يعلموا بالأمر . أوَ تذكرون إعتصام القصر وكانت هناك إرهاصات بموافقة حزب الأمة على ذلك وسرعان ما تم النفي ، إنّ المواقف السياسية يجب أن تكون واضحة ( زمن الغتغته والدسديس إنتهى ) لكل حزبٍ رؤى ومصالح عُليا يسير عليها وهذا ما تعيش عليه أحزابنا الكثيرة ما بين ليلة وضُحاها تتبدل المواقف وتصبح لغة المصلحة هي الفيصل في العمل السياسي وقد تكون المصالح فوق مصلحة البلاد ولعمرى هذا ما نُشاهده في الدولة السودانية . من حق حزب الأمة ممارسة نشاطه السياسي كيفما يشاء ولكن يجب الإعتراف هناك بعض المآخذ على نهجه خاصةً في خضم الأحداث الأخيرة وهذا يخصم من مصداقيته في الساحة السياسية وما يدُل على تناقضات الحزب حديث ، رئيسه بُرمه ناصر أنَّ تحركاته في الوساطة حتى توقيع الإعلان السياسي تمت بتفويض من مؤسسات الحزب ومع ذلك كُله ما زال الحزب يناقض نفسه بنفسه فبرمه ناصر الآن يُواجه تيار جارف من الإنتقادات من داخل حزبه الذي فوّضه للوصول لإتفاق سياسي يُقرّب وجهات نظر الفُرقاء . ممارسة السياسة تحتاج للديمقراطية الفاعلة أما سلك طريق ( كراع مع العسكر وكراع مع الحرية والتغيير ) ما هو إلاّ شتات وكما يقول المثل السوداني ( ركاب سرجين وقيع ) .
المزيد من الاحداث
اتكاءة
السودان والضمير الغائب!
شهد