fbpx
31 مايو، 2023

تابع نيوز – tapeanews

بوصلتك للحدث

الى ” نامو” التي أصبحت عروساً تقيم بالأبقار

تابع_نيوز .. الشفيع علي الفكي يكتب/// كان عمي اندرو وهكذا اعتدت مناداته رجل  فارع القوام شديدة السمرة ،

الشفيع علي الفكي

كان عمي اندرو وهكذا اعتدت مناداته رجل  فارع القوام شديدة السمرة ، ساعديه قويتان ، يبدو كفارس شلكاوي تعده الأيام على مهل ليكون سلطان ذو شأن في قبيلته ، أسنانه بيضاء  كما الحليب،  عندما يبتسم تبين  له فلجة  ، كان منزلنا كثمرة باباي قسمت الي نصفين غير متساويين ، احتل هو وعائلته الجزء الأكبر، وكان     لنا انا وعائلتي الجزء المتبقي، لم  نكن حينها نتقيد بالحدود  التي رسمت معالمها التقاليد و الأعراف والأديان ، لذا دائما ما تجدنا نقتحم عليهم منزلهم، وجواز مرورنا وشفيعنا  شقاوة ، الأطفال ، كانت لاندرو صبية  تماثلنا في العمر او تزيد قليلا تدعي ناموتا، كانت  مرحة بالقدر الذي جعلنا نمضي وقتا أطول برفقتها  ،في عينيها تنمو اعشاب السافنا ، ويفيض نهر السوباط، وتتحرك مراكب خشبية صغيرة  لصيادين من     قبيلة الشلك ، فيهما شيء من تعاليم يسوع   وحزنه الذي حدثتني عنه بحماس طفولي مبهر  ، في عينيها براءة لا تنطفئ حتي في أحلك الظروف ، عندما تقسو عليها زوجة ابيها بالضرب  وتهرع الي جدتتها لأبيها، تصرخ بكل الم  الدنيا مناجية امها التي اختارها الرب عنده ، كانت الجدة طاعنة في السن والشوق معا  الشوق  الي مراتع الصبا ، الشوق الباعث علي الغناء  بلهجة الشلك حتي تفيض الأعين بالدمع ، من يدري ان اطياف من طفولتها ومغامراتها في ارض الاسلاف كانت تمرر امام عينيها ، وهي حبيسة غرفة في خرطوم   ماكانت لتاتي اىيها   لو لم يلعلع الرصاص في سماء قريتها، اه يا زمان النزوح كان يكفيها من نعيم هذه الدنيا وبهارجها. قطية تز رع امامها الذرة والبفرة  وقبر جوا ر الاسلاف ، لكنها الحرب التي تجبرك علي النزوح وتسوقك سوقا الي مدن موات ليس فيها من رائحة الأسلاف وطقوس القبيلة ما يريح الروح ، كانت  نامو تحدثني بحماس طاغي عن يسوع ، وكيف عمد علي تخليصهم من الخطايا والاثام ، كل ما حدثتني عنه تعلمته في السينما المتجولة ، التي لطالما دعتني اليها ، ولكن كنت اتهيب دخول الكنيسة ،او بالأحرى أخاف غضبة امي علي ، الان ناموتا بمقاييس الزمان صارت عروسا تقييم بالأبقار ويتسابق عليها فتيان الشلك ويتعاركون لأجل الفوز بعينيها الذين اكتشفت بريقهما مبكرا