الشفيع علي الفكي
لم أستطع النوم في تلك الليلة الشاتئة ، حلقي محتقن اعاني من جريان الأنف ، منذ البارحة وانا علي هكذا حال ، تسلمني نوبة من الحمي الي أخري أشد من سابقتها ، درجة حرارتي مضطربة علي نحو فوضوي ،معدتي تقرقر فقدت شهيتي بالكامل ، بائع الخضار الذي يصيح ليمون جزر طماطم فلفلية تصلني صيحاته كضربات مناقير نسور جارحة تنهش جلدي ، أحاول هشها فاسمع هفهفة اجنحة ، انظر الي السماء فاصطدم بسقف غرفتي ، بضع عيدان من جريد النخل مشدودة الي بعضها يسند عجزها عود ضخم اخذ من اشجار الدوم ، يتدلى منه مشلعيب مصنوع من سعف النخيل ، يسيل منه اناء موضوع فيه دهن له رائحة الخشب المتعفن ، اغمضت عيناي وشددت الغطاء واندسست تحته ، أشعر بالبرد يأكل عظامي وينخرها ،سرعان ما اضع الغطاء جانبا ، فتحتها بعد إغماضة قصيرة فبدا سقف الغرفة كسماء فقدت زرقتها وصارت وردة كالدهان ، يحلق تحتها ذاك النسر الذي خرج من صوت بائع الخضار لينهش جلدي ، اتحسس الجلد لاتبين موضع الدماء الطازجة الناتجة عن منقار الطائر الأصلع ، بائع الخضار كان ايضا اصلع الرأس ، يضع طاقية خضراء ليداري بها مايجلب اليه التنمر ، كان النصيب الأكبر من التنمر عليه تصرفه له زوجته دون روشته بشكل مستديم ، حاولت رفع يدي لأقطف القمر كان متدليا كعنقود عنب تزينه صخور كلسية جميلة وتلال من الحجر الرملي ، رأيت المركبات الفضائية تسبح فوقه كسفن في عرض البحر تنتظر الرياح ، شعرت بالم علي ظهر كفي كانت فراشة بيضاء تحط عليه وتمص رحيقه كذهرة حاولت طردها لكن صوتي خذلني خرج واهنا من حلقي المحتقن ، بطني تقرقر و شهيتي مفقودة انام وحيدا تحت سماء حمراء فاقعة فقدت زرقتها ، تحلق فوقي النسور يصلني صوت بائع الخضار من الخارج فاشعر بحكة في جلدي الخ
المزيد من الاحداث
اتكاءة
السودان والضمير الغائب!
شهد