fbpx
31 مايو، 2023

تابع نيوز – tapeanews

بوصلتك للحدث

الرجل الغير مناسب في المكان المناسب !؟

الكاتب الصحفي الصديق النعيم موسى يكتب على #تابع_نيوز عبر عموده الراتب صوت الحق .. الرجل الغير مناسب في المكان المناسب !؟..

صوت الحق

الصديق النعيم موسى

في إحدى المؤسسات الحكومية كان هناك مسؤول كبير ( يعني الزول الأول فيها ) لم يُقدّم سوى الفشل المتواصل ضعيف الشخصية يخاف من اتخاذ القرارات ، ودائماً ما أسمع بهذا الحديث وذات يومٍ قابلته ضعيف جداً في شخصيته الإدارية وخلال جلوسي معه تأكدت مما سمعته من غيري ( ضعيف لدرجه ما تتخيلها ) في كل القرارات التي لا تحتاج لمجهود ، وهذا نهج الكثير من المسؤولين الفاشلين الذين وصلوا لهذه الدرجات المُتقدمة إما عبر المُحاصصات وإما عبر التمكين الذي أدخل البلاد في نفقٍ مُظلمٍ جداً وإن كان هناك من وصلوا للدرجات العُليا بكفاءاتهم وخبراتهم وهؤلاء قليلون جداً في بلادنا و قليل من يعمل بالحق في خدمة البلاد والموظفين الذين يُعانون من ظُلم ضِعف المرتبات وظلم في العمل عبر الترقيات الغير عادلة وتوزيع العمل الوظيفي الذي ألقى بظلاله على تحسين بيئة العمل . وما أكثر الظلم في توزيع مهام العمل بين الموظفين فما سمعته ورأيته في كثير من المؤسسات لا يتناسب مع قوانين الخدمة المدني “المنهارة”

دائماً ما نسمع عن الرجل المناسب في المكان المناسب ودوره في تطوير موقعه ولكننا لم نتطرق إلى الرجل الغير مناسب في المكان المناسب ودوره في تدمير الوزارة أو المؤسسة التي يعمل بها وما أكثر هؤلاء في الخدمة المدنية وفي هذا الأمر تحدّث بِلا حرج عن فشل الموظفين الذين يُقدمون نموذجاً سيئاً في اتخاذ القرارات الأُحادية ولقد رأيت مثل غيري مسؤولين لا يجيدون سوى الدمار والخراب ، يخافون من اتخاذ القرار لأنهم جُبناء . فليس كل ناجحاً يصبح قائداُ ، كثير من الموظفين وصلوا لدرجات قيادية فكانوا يتخوّفون من اتخاذ القرارات فعُرفوا بين الناس بالضعف ونظير ضعفهم هذا تترتب عليه أشياء كثيرة فتنهار المؤسسات بصورة مُريعة .

الرجل الغير مناسب في المكان المناسب أضاع السودان وجعلنا في مؤخرة الأمم في كل شيء اقتصادياً – سياسياً – صحياً وهلمجرة وهنا أستحضر الدور السلبي للمسؤولين في وضع الخُطط وتقديم الخدمات عبر الوزارات والمؤسسات التي يتربعون على قياداتها . الموظف الغير مناسب يُساعد في تدمير اقتصاد البلاد ولقد رأينا ذلك جيداً من خلال ضياع خيرات البلاد خاصةً تهريب الذهب ونهب الثروات ، الموظف الغير مُناسب سبب رئيس في الوضع الذي نعيش فيه الآن !

عندما ذكرت أنَّ سلام جوبا ما هو إلا مُحاصصات وتوزيع للمناصب ( الهاملة ) على الحركات بلا رؤية حقيقية في ظُلم تام للأقاليم الأُخرى قد قصدت بذلك الذين تم وضعهم في غير أماكنهم وهؤلاء موظفين مدنين كانوا أم عسكريين وهم من جاءوا بالسلام الزائف الذي ندفع في أخطاءه حالياً بسبب مسار شرق السودان .

الذي يؤلمنا أكثر تلكم الموارد التي لم تجد كفاءات حقيقيه تستثمرها ليرتاح المواطن المكلوم وتنهض الدولة وما زلنا نشكي عن توفير الخبز والدواء في دولة يُهرّب ذهبها عبر مطارها الرسمي فما بين الحين والأُخرى تخرج علينا الجمارك بضبط الذهب والعملات الأجنبية في مطار الخرطوم والسؤال مَن الذي يفعلُ ذلك ؟ إقتصادنا ينهار والفشل يُسيطر على قيادات البلاد والسبب معروف وجود الشخص الغير مناسب في المكان المناسب .

غياب تام للعدالة الوظيفية في دولتنا وسيطرت موظفين يقبعون في غير أماكنهم ، غياب العدالة في التوظيف هو سبب مباشر في دمار الخدمة المدنية ( المُنهارة أيضاً ) جميع من قرأ مقالي وجد من يعيقون العمل ( أصحاب الجرجرة ) والتعطيل المُتعمّد في تنفيذ القوانين لمصالحهم وأهواهم ، تنهض الدول بالإنتاج وليست بالشعارات الرنانة.

كل الدول المُتقدمة وضعت في الحُسبان كيفية نهضة الخدمة المدنية فعندما سقط الإتحاد السوفيتي كان بسبب وجود رجل غير مناسب في مكان مناسب فسقط الإتحاد وتشتت دوله . إنَّ المسئولية تُملي على كل من تولّى موقعاً بمراجعة نفسه في إتخاذ القرارات الصحيحة لنهضة البلاد . فبسبب الظلم الذي يأتي من الموظفين الفاشلين يتولّد الظلم والغبن والحسد والضغائن ، ستجد المآسي والألم وغياب العدل و غياب المؤسسية و غياب الضمير ، لا يوجد شيء لا تجده

والكثير مِنا يأمل في إصلاح الخدمة المدنية ولكننا لا نتساءل عن الأسباب الرئيسة التي أدت لتدهورها وهل نصمت ؟ أم  نبحث عن وضع الحلول المناسبة والناجعة .