fbpx
31 مايو، 2023

تابع نيوز – tapeanews

بوصلتك للحدث

الجراد.. (شبسي) المساكين وقوت (الجيعانين)

#تابع_نيوز ... الجراد.. (شبسي) المساكين وقوت (الجيعانين)..

محمد ودالسميح

حبهم الشديد للمقرمشات جعل الجراد يتصدر المرتبة الأولى في الأكلات المفضلة لطالبات الجامعات على وجه الخصوص، وتبوأ في مكانة عظيمة متجاوزا اقرانه من المقرمشات الأخرى.. كان (الشبسي) سابقا هو الأكثر تناولا وبيعا وكان حينها الفتى المدلل للطالبات يفضلنه عن بقية المقرمشات قبل ظهور الجراد.

من الولايات للخرطوم

يصدر الجراد بكميات كبيرة من الولايات الى الخرطوم، حاملينه في عربات (لوري وكي واي) وغيرها من عربات الشحن الثقيل التي تنقل الفحم والحطب وما شبه، الأغلبية العظمى من تجار هذه الأشياء تحولوا لتجارة الجراد بدلا من الفحم والحطب وذلك في الصيف او بعد انتهاء المواسم الزراعية ، حيث يكون الجراد هو السلعة الأكثر تجارة في ذلك الحين.. وكان مصدر الرزق الرئيسي لسكان الأرياف ، يتم جمعه بكميات كبيرة ، ويباع للتجار الكبار ومن ناحيتهم يقومون بتصديره الى العاصمة الخرطوم وتوزيعه للتجار الصغار من ثم الباعة المتجولون وأصحاب الدرداقات.

لقاوييص

وجدوا الباعة المتجولون ضالتهم امام بوابات الجامعات في العاصمة الخرطوم، حيث يملئون (درداقاتهم) كمية من (اللقاويص) على شاكلة (منقة بشطة وتبش وعرديب وجراد) ، والقائمة تطول ، رغم بساطة تلك التجارة الا انها مصدر رزق أساسي لأصحابها وفاتحة بيوت، ومن المعروف ان الفتيات يحبن تلك الأشياء ولاسيما الحمضيات والمقرمشات ، لذلك وجد الجراد جمهوره في تلك الأماكن ، واضحى يدخلنه من ضمن برنامجهن في المطبخ، حيث يقومن بطبخه بطريقة اللحوم المشوية ويضعن له بعض البهارات والفلافل ليكن طعمه ومذاقه اجمل ولكن بتلك الفعلة يفقدنه هويته كجراد.

غلاء المقرمشات

كثير من الناس يدعونه بشبس المساكين، واجزموا على انه لا يقل مكانة عن (الشبسي والدوريتوس والبطاطس المقرمشة)، ورجح البعض على ان الفرق بينه والاخريات من المقرمشات السعر ، الجراد اقل سعرا منهم واحلى طعما عنهم ، لذلك وجد الجراد مكانته في قلوب الذين يعشقون المقرمشات، اذ لا توجد حقيبة طالبة جامعية لا تخلو منه ذات الحقيبة التي كانت مأوى للتسالي وصديقة لـ(لشبسي) باتت اليوم حبيبة للجراد ، تربع فيها زقاق زقاق وجيب جيب.

اقتصاد مضمون

تلك الكميات التي تفترش ارض الأسواق كالجبال كفيلة بإخراج اقتصاد البلاد من مازق الانهيار الذي طرأ مؤخراً ، جعل الدولار يعلو والجنيه يهبط .. وهذا الجراد الذي لم نعره الاهتمام ، تاركنه يباع امام بوابات الجامعات والأراضي القذرة في الأسواق ، هو كفيل بجلب العملات الصعبة اذا تم تصديره الى دول الخارج.. يباع مثله مثل (الدوريتوس) وغيره من المقرمشات.. وممكن ان نجعل له ماركة تجارة عالمية لطالما كونه سلعة مرغوبة في الاسواق