fbpx
1 أكتوبر، 2023

تابع نيوز – tapeanews

بوصلتك للحدث

أحلام عمرنا الزابلة

#تابع_نيوز ... الفعل الماضي هو صديقنا الوحيد الذي يخفف عنا كل ما يؤرق مضاجع مخيلتنا من تفكير في الحاضر والمستقبل..

محمد ودالسميح

لم يتبقى الكثير من العمر لتحقيق كل الاحلام التي لم ننال منها شيء حتى الان ليست لأننا عجزنا عن تحقيقها او تخلينا عن المضي في خطاها ولكن بلادنا البائسة التي نعيش فيها هي اكبر عضلة ارهقت مضاجع احلامنا وتركناها في ركنا قصي من اولوياتنا الا وهي احلام وطننا التي لم تستيقظ بعد نامت في ثبات عميق كقوط اهل الكهف.

كل بلدان العالم تسير الى الامام وتحلق في فضاء التقدم والتطور المستديم في براحات الكون الفسيح .. هناك دول كانت اقل مكانة منا واكثر تخلف عنا وها هي الان تسابق الريح وتجاوزتنا دون ان تعيرنا اهتمامها تخطتنا كعربة “لمبورجيني” لسلحفاء في طريقا سريع.. وما زلنا نرجع للوراء من التعلم للجهل ومن الثقافة للتخلف ومن الغنى للفقر ومن الخير للشر اضحينا كساعة فقدت السيطرة على عقاربها التي تدور عكس مسارها.

الفعل الماضي هو صديقنا الوحيد الذي يخفف عننا كل ما يؤرق مضاجع مخيلتنا من تفكير في الحاضر والمستقبل.. يعتبر الماضي هو اجمل ما حققه وطنا الغالي هو عبارة عن كنز عظيم بالنسبة لنا.. دائما عندنا الامس اجمل من اليوم وكل انجازاتنا كانت في الامس.. اما اليوم فنحن في أسوأ حالاتنا.. كورتنا كانت كورة واقتصادنا كان اقتصاد وتعليمنا كان تعليم وقيمنا كانت قيم واخلاقنا كانت اخلاق كانت لها حرفياً.. فأما الآن فكل شيء تلاشى كشبابنا الذي لم نفهم منه شيء..

اضحينا اضعف منتخب في القارة السمراء ولاعبنا بات عبارة عن عامل بالأجرة في ناديه لا يلعب دون مادة او حافز.. اقتصادنا تم دفنه منذ ثلاثون سنة ولم نسمع عنه خبر.. اخلاقنا هي اخر ما تركه ابائنا فرطنا فيها كما فرطنا في كورتنا واقتصادنا وارضنا ونيلنا.. ماذا دحا بك يا وطننا؟ من الذي زج بك في هذا المستنقع ” الغذر المغزز” ؟؟ نحن أم اباؤنا ؟؟ ام شياطين تلاعبوا بشرفك واغتصبوك  ثلاثون عاما ورموك باقي رفات؟؟

يبدا شبابنا تحقيق أحلامه بعد الخامسة والعشرون من العمر وينتهي به المطاف بعد بلوغ الثلاثون يائسا من الحياة وبما فيها.. فيبدأ في تقليص أحلامه من لاعب كرة محترف في احدى الأندية الكبيرة الى لاعب درجة ثانية من دكتور عظيم الى انسان صحي وخالي من الامراض وهكذا تزبل بقية الآمال التي كانت تراوده في ريعان شبابه.. والدليل على ان تحقيق احلامنا تبدا بعد سن الخامسة والعشرون لعبية انديتنا والمنتخب الوطن اصغر لاعب عمرا خمسة وعشرون عاما.. من شدة ما اعمارنا ضيقة وقصيرة في تحقيق احلامنا صرنا نزور اعمارا صغير لمواصلة المشوار.. هذا وطني الذي تزبل فيه الاحلام..