fbpx
31 مايو، 2023

تابع نيوز – tapeanews

بوصلتك للحدث

صوت الحق

الهجرة غير الشرعية.. الأسباب والدوافع !! ....

كتب/الصديق النعيم موسى

الهجرة غير الشرعية.. الأسباب والدوافع !!

إنِّ الدول من منظور انتشار الهجرة غير الشرعية تنقسم إلى ثلاثة أنواع دول المنشأ ومن أهمها بلدان إفريقيا و جنوب الصحراء مثل جيبوتي و اريتريا و إثيوبيا و الصومال ، والجزائر ، المغرب و السودان وفي قارة أسيا الهند باكستان و وسيرلانكا ودول المعبر أو الممر و الدول المُستقبلة الملاحظ أن العامل المشترك في هذه الدول معاناتها في العديد من المشاكل السياسية و الاجتماعية والجغرافية التي جعلت من أفرادها يفكرون في البحث عن الدول تؤمّن لهم نوع من الاستقرار و العيش بأمان وسلام ، أما عن الدول المقصد فهي الدول الأكثر جاذبية وتطور، ويتمتع مواطنيها بمستويات دخل مرتفعة كدول الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية، بينما دول العبور فهي الدول التي يعبرها المهاجرين و قد تطول أو تقصر مدة إقامتهم ثم يتجمع هؤلاء في أماكن ، و في هذا الأساس يمكن إجمال عوامل انتشار الهجرة غير الشرعية إلى عوامل مرتبطة بدول المقصد وأُخرى بدول المنبع و تُعد الهجرة غير الشرعية إحدى مشكلات الألفية الجديدة حيث تمحورت أغلبية الدراسات التي تناولت الظاهرة حول الآثار الاقتصادية التي يُشكّل طالبو اللجوء جزءً كبيراً منها مع أنَّ هناك أسباب كثيرة تدفع المهاجر لاتخاذ طريق غير شرعي لمغادرة وطنه الأم خاصة مواطنو الدول الإفريقية الذين يشكلون النصيب الأكبر في الهجرة غير الشرعية وكما أنَّ هناك أسباب تدفع الأفراد لسلك طريق الهجرة إلاّ أنَّ هناك تداعيات وآثار على الدول المُستقبِلة للمهاجرين . دوافع وأسباب الهجرة غير الشرعية عوامل الطرد : الأسباب السياسية والأمنية : تُعد الأسباب السياسية و الأمنية هي أهم العوامل التي تؤدي الى تسارع وتيرة الهجرة غير الشرعية، فأصبحت أعداد كبيرة من الشباب يخاطرون بحياتهم و يتركون ديارهم واهليهم بحثاً عن أوضاع أفضل للعيش ، و هم يعتقدون بوجودها في أرض الحُلم في الضفة الأخرى ، و على الرغم من ان الأسباب السياسية هي من أكثر العوامل الدافعة للهجرة إلاّ أنَّ لديها آثار وتداعيات بالأوضاع التي تعيشها الدول المصدرة بل تتجاوزها الى سياسات الدول المستقبلة التي أدت بطريقة مباشرة او غير مباشرة الى تشجيع الهجرة اليها. حيث تعتبر الحروب و النزاعات الداخلية الناجمة عن الصراعات العرقية أو العقائدية ، و المخاطر التي يتعرض لها المدنيون اثناء الحروب أحد الأسباب التي تجبر الأفراد على النزوح من المناطق غير الآمنة الى أخرى أكثر أمناً وهو ما يُطلق عليه بالهجرة الاضطرارية او اللجوء السياسي وتعتبر منطقة جنوب المتوسط خاصة و إفريقيا بصفة عامة من أهم المناطق المصدّرة والمستقبلة للاجئين بسبب الحروب وعدم الاستقرار الداخلي ، فالقارة السمراء ما تزال تعاني من النزاعات ذات الطابع السياسي مثل النزاعات الحدودية وهي حدود مصطنعة و موضوعة بإرادة خارجية وضعتها القوى الأوروبية خلال العقدين الذين تبعا مؤتمر برلين 1884 ، كما تعرف القارة نزاعات ذات طابع اقتصادي و الصراع على الموارد او قد يكون النزاع ذا طابع عرقي يبدأ داخل دولة ثم يتحول الى نزاعات ما بين الدول كما كان الحال في بحيرة الكونغو، الأمر الذي استدرج حتى الدول من خارج المنطقة، و مأساة – روندا والبورندي و النتيجة الحتمية لهذه النزاعات عشرات الألاف من المهاجرين غير الشرعيين ، أنَّ معظم الدول المُصدِّرة للمهاجرين غير الشرعيين تواجه ما أدرجه دارسو التنمية السياسية على تسميته ” أزمات التنمية السياسية ” أي تلك الأزمات التي يستلزم تحقيق التنمية السياسية حلها . وهي أزمات الهوية و الشرعية والمشاركة والتوزيع أزمة الهوية : تحدث عندما يصعب انصهار كافة افراد المجتمع في بوتقة واحدة ، تتجاوز انتماءاتهم التقليدية او الضيقة، و تتغلب على آثار الانتقال الى المجتمع العصري بتعقيداته المختلفة ، بحيث يشعرون بالانتماء الى ذلك المجتمع و التوحد معه . أزمة الشرعية : تتعلق بعدم تقبل المواطنين المحكومين لنظام سياسي ، او نخبة حاكمة باعتبارها غير شرعية او لا يتمتع بالشرعية ، أي لا يتمتع بسند أو أساس يخوله الحكم واتخاذ القرارات و قد يستند هذا الأساس الى الطابع التاريخي للزعيم او الى الدين او الأعراف والتقاليد، او القانون . نواصل بمشيئة الله عن الأزمات التي تدفع المُهاجرين لاتخاذ طريق الهجرة غير الشرعية برغم المخاطر المُترتبة على حياتهم