سلاما على ذاك المُحب المخلص

كتب / متوكل سعدالدين كولا

سلامًا على ذاك المُحب المخلص، الّذي أحب بكل ما أوتِي من قوة، فتمسك، وتشبث، ضحى، وتنازل، وضرب بكرامته عرض الحائط، ولم يتخلى يومـًا عن من يحب، فكان سنداً و سداً، حارسـًا وحصنـًا منيعـًا يحمي قلعة حبة، كل ذلك في سبيل أسعاد من يحب، فرد اليه الدين كصفعة في منتصف الشتاء ذُلاً وخزلاناً. سلامًا على تلك الفتاة الّتي كانت تحلم بذاك الفارس الّذي تفوق على (الهصمصم) شجاعـًة، يمتطى مصمتًا بياضه أصفى من المحض، ويحمل في يده أرجوانا أنقى من الدمق، وينشد قافية أشهى من الطَرْم، فيحملها معه على ظهر جواده الى حصون مملكته ويتوجها ملكة على نصبها.. فاستفاقت على صوت أمها وهي تناديها لغسل بعض الصحون. سلامًا على ذاك الشاب الّذي كان يحلم بموئل و صُوع و حليلة دعجاء، ممشوقة القوام، ذات لدنة. بضة الملمس، تتغطى بثوب من الخفارة، فتنجب له من الزكور ما يعينه على بؤس الحياة، وغادة تؤنسه فيعيش في هناء وسعادة، فالحياة زخرفتها قفار و أبناء… فيصحى من حلم يقظته على صوت أمه تطلب منه الذهاب الى الفرن لجلب الخبز. سلامًا على ذاك الحالم الّذي يتحطم حلمه أمام أعينه وهو واقفًا مغلوبا على أمره، مجبوراً أخضعه واقعه وحكمت عليه الظروف ظلمًا، فاصبح الفشل سجنًا يحيل وبينه وبين حرية أحلامه البسيطة تلك… #قعر_الفنجان عندما تحلم، أسعى جاهدًا لتحقيق ذاك الحلم، ولا تتركك الفشل يضعف من إرادتك بل اجلعه درجًا يوصلك الى ما تريد…