مزاج القلم..!!
عبدالناصر صالح
ننظر الى البشر حولنا بميزان واحد واطار واحد نضع به كل صنف من الحياة وانواعها على حدة …ونعطيه هوية ..ونجبره على البقاء ضمن هذا التصنيف … هذه هي طبيعة التفكير التي علمونا اياها … اي انها اطلاق صفة واحدة على الشيء وتعميمها على كل المتشابهات … فمثلا نحن نظن ان كل البشر متشابهون بالمزاج والفكر ولو بدرجات … هذا خطأ كبير …. فالبشر اغلبيتهم يملكون عقول بسيطة لا يتم استخدامها للتحليل والتركيب ..اي انها لاتستطيع الاستنتاج من ربط امور ذهنية … هي كالروبوتات او كحيوانات السيرك …تتدرب على حركات معينة واعمال معينة وتمضي بقية حياتها على هذا المنوال … هذا معروف عالميا من قبل مراكز السياسة ..وبهذه الطريقة يتم التحكم بكل الشعوب ..لان عدد هؤلاء هو الاكثر …لذلك اخترعوا الانتخابات والاعلام لبرمجة هؤلاء و خداعهم ان النتائج هي حسب ارادة الشعوب …. الحقيقة هي ان الاشخاص المبدعين واللذين غيروا كل تاريخ البشرية وطوروها كانوا منبوذين من قبل الاكثرية ومن قبل الشعوب ..ابتداءً من الانبياء اللذين قتلوهم …وانتهاء بالعلماء اللذين احرقوهم …والفلاسفة والمفكرين …. لذلك ..الاستفادة من هذا الكلام هو ..انك حين تظن ان من تخاطبه بلغة راقية او عن فكرة راقية او عن موضوع ما بذهنك …وتظن انه سيفهم وجهة نظرك كما تفهمها انت ..فأنت لا تعرف شيئا عن طبيعة البشر …. حتى الحيوانات المفترسة والتي تحمل غريزة القتل حين تربيها وتطعمها فأنها تداعبك وتشتاق اليك وتتخلى عن غريزتها لأجلك …. اما الاغبياء من البشر وهي الغالبية العظمى فتقتل من يحاول رفع الظلم عنها وتنويرها وتخيف القيود عن رقابها ..من علماء ومفكرين وفلاسفة وانبياء وثوار …. انه لأمر محزن ان تصنف البشر على هيئتها او على شكلها … فهناك كثير من المخلوقات اعلى بكثير من البشر ولو صنفناهم حيوانات …. لذلك فلتعلم … ان الكتاب الذي تقرأه سيقرأه غيرك ولكن سيفهمه حسب عقله …والدين الذي تعبده سيعبده غيرك لكن على طريقته …والتجربة التي تمر بها هي تجربتك انت فقط …واذا مر بها غيرك سيتعلم منها اشياء تختلف عما تعلمته انت ….القضية هي قضية فروقات غير مرئية … القضية هي قدرات عقلية لا تتوفر لغيرك …. القضية هي ان اللغة التي يفكر بها جميع البشر ..ناقصة عن التعبير والتوضيح … فمثلا …لشرح معنى كلمة حامض او حلو او مر كيف سيفهم عقل المستمع اذا لم يتذوق هذه الطعم … وكيف ستشرح للأعمى اللون الاحمر او الاسود الذي يراه ليل نهار كيف ستعرفه له ….طبعا اذا لم تعرف الالوان وتسميها امامه وتدربه عليها …فهو لن يعرفها ولو رآها الاف المرات …. وكذلك المشاعر وغيرها من العواطف …فالحب عندك مختلف عن غيرك ولو كانت نفس الكلمة تستعمل .. واللص حين يخرج من بيته للعمل كلص يرفع يديه بالدعاء لله بالتوفيق …فالله عنده هو داعم معنوي لفكره هو وليس كأله خير ومحبة وعدل ..!
المزيد من الاحداث
اتكاءة
السودان والضمير الغائب!
شهد